الأربعاء، 18 أبريل 2012


قصـــــــــــــة بعنوان / في ليلـــــــــــــة عُــــــــرس

من زرقاء اليمامة المصرية في 17 أبريل، 2012‏ في 01:45 صباحاً‏ ·‏

فــــي ليلــة عرس

***************

اليوم هو موعد رجوع عادل من السفر....الكل يتأهب لإستقباله...
وقفت سيارة الأجرة أمام بيت عادل...وهبط منها شاب في الثلاثين من عمره.....جميل الشكل مهندم ثيابه...طويل القامة  ، ذو شعر أسود.
وما إن وطأت قدماه الأرض،..ظل دقيقتين ثابتا لا يحركهما....ثم رفع رأسه إلى أعلى ،......ليرى من ينتظره في شرفة المنزل.
وأطال النظر إلى إحدى الشرفات......ثم أدار وجه وعينه إلى باقي الشرفات....وابتسم ابتسامة حزينة....نعم يشوبها الحزن الدفين.
ومد يده في جيبه ليخرج الأجرة،....وأسرعت يد أخرى لم يلحظ وجودها بجواره وأعطت السائق أجرته....وتبسم عادل بخجل قائلا:
==أنت دوما من يتحمل مسؤليتي ويشعرني أني مازلت إبنك الصغير،
** ألست ابني,,,,الغير يا عادل؟!!! أكبرت على والدك؟
==أسف يا والدي....ولكني أحب وأعشق خوفك علي.

وانحنى عادل على يد والده ليقبلها...وارتفع إلى الرأس ليحتضنها ويغمرها بالقبلات،وابتلت الرأس من الدموع ، وغرقا في بكاء مكتوما،...إلى أن قاطعهما صوت أخر..صوت أخته نادية، الأخت الوحيدة......بحضن وضحكة جميلة كعادتها دائما ، عندما تقابل عادل قبل السفر وبعده.

وصعدوا السلم ..ودخلوا الشقة...وعين عادل تعيد ذكريات ومشاهد عاشها في ذلك البيت، هو بيته منذ ولد فيه ، وكذلك بقية أخوته، فيه كل الذكريات...حلوها ومرها.
وضع الحقيبة واتجه إلى غرفة إخيه مدحت،...وفتح الباب برفق...ونظر غلى إخيه الممد على سريره، وابتسم له بسمة أضاءت وجه وسر لها قلب مدحت.
واحتضنه بعمق ولم يتحدثا، تركا الأحضان تعبر عن الأشتياق،والدموع تشهد عليهما، ولم يقطع هذا اللقاء شيئ،
وهدأت النفوس بعد عناق طويل ، أفرغ كلاهما شوقه في قلب الأخر.
وإعتدلا لينظرا في الوجوه المشتاقة بعد غربة ثلاثة أعوام،.......وكأنهم تغربا دهرا كاملا.
وسمعا الأذان ...أذان العشاء،وتلقائيا قال عادل:
هيا إلى الصلاة، قبل أن تنادي علينا أمك..وتسكب الماء البارد علينا.
وخيم السكون...لم يرد عليه مدحت...وباب الغرفة تمسمرت عنده قدم الأب،و أفاق عادل من لحظة عاش فيها الأمس، وتذكر أن أمه وافتها المنية منذ عام،....وهنا بكى مجددا بصوت مرتفع مع التاوهات.,,,,خرج مسرعا من الغرفة ليدخل غرفة أمه، وافترش السرير حاضنا وسادتها باكيا ، بكاء طفل يحتاج أمه،..ولما لا؟!!!....وهى منبع الحنان،كانت الأخت والأم والصديقة طيلة عمره، وهو ولدها البكري المطيع..
وهنا...أخذه النعاس، وناااااااااااااام ما يقرب الساعتين،...والكل يحمد الله أنه نام،مقدرين ارهاق السفر، وذكرى الأم الحنون.
ورن جرس الهاتف....وردت عليه نادية مهللة ومستبشرة بمكالمة نورهان ، خطيبة أخيها عادل
و عرضت عليها الحضور لتسلم على عادل، ولكنها  إعتذرت  وقالت لها......غدا إن شاء الله عصرا سنأتي جميعا.
ودخلت نادية لتحكي ما دار بينها وبين نورهان لأبيها، وقد سر الأب لهذا الحديث، وتمنى لو أن عادلا الأن يصحو.
وبالفعل صحا عادل وكان يحس بغربة في المكان...كأنه لم يدخل هذا البيت من قبل، ولم ير تلك الوجوه،في وسط دهشة الجميع.
بادره أبوه قائلا:
أي بني....ماذا حل بك؟...رد جوابا علي!!
نظر له عادل بدهشة...والعين متحيرة تتسأل....من هولاء الناس؟..وبما يجيب !!!!!
خر الأب جالسا على أقرب كرسي له، وأخته تهزه تنبيها له،,,,,,ولا فائدة.
أسرعت نادية إلى غرفة أمها لترى ماذا يكون فيها غير أخاها هكذا.
فلم تجد جديدا بها...وأسرعت لأخيها مدحت لتخبره ،....وأجلسته على كرسيه المتحرك وخرجت به إلى الصالة ، وحاول أن يكلم أخيه، ولا فائدة.
بكى كثيرا وهو يذكره بنفسه وبأهله، ونطقت نادية باسم نورهان، ولم يعيرها اهتماما...وغرق الأب في دموعه.
أسرعت نادية إلى أخيها عادل وأجلسته على الأريكة، ومسحت وجه المتعرق بيديها، وأخذت تفكر في الحل..وأجلت الحزن والدهشة،وفكرت بالأتصال بابن عمها علي.....وهو الصديق الحميم لعادل.
وحضر سريعا...وشاهد الموقف وفهمه جيدا، واتصل بطبيب نفساني وحجز الموعد لزيارته غد.
الكل في دهشة كيف يقضون الليلة معه وهو لا يدري من يكون هو..أو هم.
وجلسوا بجوارة بذكاء كل منهم يحكي قصة أو موقفا عن الماضي وأحداثه لعله يفيق.
وطلع النهار...وكانت ليلة طويلة، واستعد مدحت المريض للنوم بعد أخذ الدواء المسكن، وخرج علي، راجعا إلى بيته على موعد العصر للقائهم والذهاب إلى الطبيب.
وأدخلت نادية أخاها عادل إلى غرفة نومه وجلست بجوار سريره، خوفا ان يستيقظ ويخرج من تلقاء نفسه، وكان عادل مطاوعا لها، كأنه طفل صغير بين يدي أمه ، تفعل به ما تشاء.
ونام علي مرة أخرى...والكل في سكون...حتى قرب موعدالطبيب، وجاء علي وساعد عادل في ارتداء ملابسه، ولم يستغرب عادل ثيابه بل لبسها بطريقة صحيحة،ونزل علي بعادل وحدهما وركبا السيارة التي يمتلكها علي، وفي الطريق أدار علي شريطا لأغنية يحبها عادل منذ صغره، لعلها تفيد.
ولم يستجب عادل لأي من المؤثرات.......................حتى دخلا  على الطبيب،
فشرح الطبيب حالته بعد الكشف عليه، وأوضح لهم أنه مرض عارض وسيزول في خلال أسبوعين،..وأن السبب فيه هو.....خوفه من أمر مقبل عليه، إنه يخاف الفشل.
وشرح له علي الوضوع بأنه مقبل على الزواج من ابنة عم له، وهما على وفاق تام بينهما...ووقد تم عقد قرانهما منذ ثلاثة أعوام...وكانت من اختيار والدته...وكانت دائما تقول له :
هي أختياري وأكثر شبها بي...وأنا من يقوم بزفها إليك يوم عرسك...وأنا من يحمل الأحفاد قبلكما.....أنت البكري،
عرف الطبيب العلة وسبب المرض...هو أن عادلا يخشى الفشل،وأنه يهدم الصورة التي رسمتها أمه له عن الزواج ،وبموتها ماتت الرغبة لديه في تنفيذ المهمة،وهو يخشى البوح بالرفض، ...وهنا تناقضت عنده الأسباب...وهرب بهذه الطريقة من المسؤلية،...وهذا شئ لا إرادي.
.و ذات يوم  استدعى الطبيب خطيبته نورهان....وحضرت واستقبلها الطبيب في غرفة أخرى
وشرح لها الموضوع كاملا..و رسم لها خطة لتعجل بشفائه.
وهي تزوره في البيت وتتكلم عن ذكرياتها معه أمام الأسرة دون أن تتعمد لفت نظره، وهو يسمعها، كأنها تحكي عن شخص أخر.
وبعد عدة جلسات طلب الطبيب من الأهل أن يتموا الفرح في ميعاده...وأمرهم أن يتعاملوا معه في تلك اليلة كأي زائر...ويكون الحفل عائليا.
*ويوم الفرح قام علي بدور جميل .....وأقنعه أن يلبس حلة الزفاف , بحجة أنه يحضر حفل زفاف نورهان ، ووافقه عادل، وفي أثناء الحفل جرت نوهان بثوب الزفاف ووقفت سريعا بجوار عادل....والتقط  على صورة لهما وسط دهشة عادل....وختم الزفاف......وأختبأت نوهان في غرفة نادية إلى منتصف الليل،,,,وقدم علي مشروبا لعادل به قليل من المنوم،.....ونام عادل.
وقام الفريق بتنفيذ الخطة...وهي أن تبدل نورهان ثوبها بقميص نوم...وتدخل غرفة عادل وتراقبه حتى يستيقظ،....وحمض علي الصورة سريعا بمساعدة جارة صاحب معمل التحميض....وعلقها في الغرفة،...ومرت الليلة ، واستيقظ عادل من نومه، وفؤجئ بنورهان التي أتقنت تمثيل الدور عليه،
وسألها عن وجودها، فقالت له:
أنا زوجتك، لم يصدق ، فأشارت إلى الصورة المعلقة على الحائط دليل زفافهما.
ووهو يكذب في نصف دهشة، و هنا ظهرت عليه بوادر الإطمئنان ، وسألها:
هل حقا تزوجنا؟.
..وردت عليه بالإيجاب.
فسألها ،:  وأمي؟....ووعدي لأمي؟
وهنا أدركت شفاءه...ففرحت وعلا صوتها بالضحك.....وخرجت من غرفتها تنادي الأهل وتبشرهم بشفائه.
وفرح الأهل بذلك.....وصمم الأب على أن يتم زفاف أخر ودعوة كل الأقارب، ووافق عادل......وبالفعل تم .
**********************.......salma تمت *************((( زرقاء اليمامة المصرية )))

قصـــــــــــــــــة بعنــــوان / زائــــــر غــــريـــــــب

من زرقاء اليمامة المصرية في 17 أبريل، 2012‏ في 02:18 صباحاً‏ ·‏
بسم الله الرحمن الرحيم
*******************
قصة قصيرة
**********
زائر....غريب
____________
كنت في إحدى الليالي المقمرة...أسير بسيارتي في طريقي من الأسكندرية إلى كفر الشيخ......حيث استدعاني والدي لأستشارتي في قضايا تخصه مع خصوم له في البلدة.....وبما أن تلك الخصومات كبيرة وطويلة الأمد..من أجل أراضي زراعية فيها تنافس على الملكية بها....وكان من الضروري ...أن ألبي دعوته...بما أني حاصل على الدكتوراة في القانون الجنائي.....فوالدي يتصورني أني واضعا للدساتير كلها والقوانين العالمية........هذا شعور والد يفخر بإبنه.
و..أثناء مروري بقرية تدعى الخزان....بجوار شريط السكة الحديد.....كنت أستمتع بمنظر الريف الليلي...كنت أرى من مسافة قريبة ..عدة أمتار فقط بيوتا تعيش بالقرب من السكة الحديدية....رأيتها بيوتا هادئة...فيها بصيص من النور......أحسست بغيرة من جمال البيوت الهادئة ...ومن السكون والألفة التي يعيشون فيها وأفتقدها أنا...وغيري في الحضر.
وبدأت اهدئ السرعة لأستمتع أكثر بهذا المنظر....وقمت بتشغيل الراديو....وكانت صدفة أن أسمع أغنية لآم كلثوم.......أسمها شمس الأصيل.
كانت أغنية قديمة.......ولكنى أحس أنها جديدة.....فيها جمال فيتجسيد النيل وغروب الشمس...وهنا أحسست أنها تلائم المنظر الذي أراه.....يجوز أنها تختلف قليلا...ولكن هذا كان شعوري.
وتمنيت أن أقضي ولو ليلة واحدة في هذا الجو الجميل بين أحضان أسرة تنعم بالرضا والهدوء,,,كانت أمنية وليدة اللحظة.
وكأن الله استجاب لأمنيتي...نظرت على خزان الوقود...ووجدته.أوشك على الأنتهاء...خفت أن أكمل الطريق بعيدا عن العمران وينفذ مني الوقود ولم أجد من يسعفني به...أو أن أتعرض للسطو.
أضطررت للوقوف ..انتظر سيارة أو ..أبيت إلى الصبح.
وبعد قليل راودتني فكرة...ولما لا ...نعم هي أن أطرق أحد أبواب  هذه البيوت وأقضي ليلتي بها.!!!
ولم أتردد...أخذت حقيبتي و أغلقت السيارة جيدا.....وتخطيت السكة الحديد وطرقت  باب أول بيت أمامي.
وسمعت صوت رجل عجوز يسألني من أنت؟
وأجابته بأني عابر سبيل....وبدى لي أنه لم.يفهم معنى عابر سبيل...أو....يستنكرها .
فقلت له أني احتاج مساعدة....وأنا غريب عن المنطقة.
وسمعت صوت إمرأة عجوز أيضا تحدثه...وتحثه على أن يفتح الباب...والرجل متردد في الإستجابة لطلبينا.
وأخيرا فتح الباب.......وكان شكله يدل على غير ما كنت أتوقع تماما.....رجل بالي الثياب..أكل الفقر منه راقات من جلده وعمره.....مقضب الحاجبين.........لو رأهم رضيع ،لشاب في الحال.
كدت أتراجع عن الدخول في بيته...ولكن نظرة المرأة العجوز دعتني بترحاب للدخول.
ولبيت....نظرت إلى البيت من الداخل نظرة عابرةز..لأعرف أين وقعت..أفي خير...أم...شر......وأخذت طابعا سريعا عن هذا البيت .ألا...وهو الفقر  و همومه.
..نعم لقد رأيته يخيم شبحه على المكان. ويرسم لوحة البؤس على جدرانه وملامح العجوزين.
حدثتني نفسي أن أكمل الخوض في هذه التجربة.
وفي وسط البيت رأيت كتكوت بط...يجري وحيدا...ليلحق بأمه...ودهشت من أنه وحيد...ألهذا الحد..يتمكن الفقر منهم ليلحق بالطيور؟!!!!
ووجدت العجوز تبتسم..وقد فهمت نظرتي فقالت:
ماذا نفعل لهذه البطة...هي أسرعت على الرقد علي البيضة الوحيدة لها...أول مرة يابني ترقد..لسة جديدة على الأمومة.
...أدخل أستريح هنا.
وأشارة على أريكة جميلة...ونظيفة بجوار المدخل تماما....وكأنها تقول لي أنت ضيف لم نعرفك حتى ندخلك في أعماق البيت...ويكفيك أنك في مدخله.....هذا حقها...ماذا تعرف هي عني؟
أنا غريب....وجلست بجوار الشيخ , وبدأت أعرفه على نفسي,.
* أنا محمود عارف.....دكتور..((((( ولم أكمل الجملة حتى انشرح قلبهما...وتغيرت تقاسيم هذه الوجوه...))))..نعم هي وجوه تبحث عن أمل.....و وجدته في تعريفي.
وجذبتني العجوز إلى غرفة صغيرة جميلة منسقة.....وبها فتاة في العشرين من العمر ترقد على سرير نحاسي.
والعجوز تردد....دكتور الحمدلله ..دكتور؟ّ!!! يا مجيب الدعاء يا رحمن يارحيم...تعالى يابني...ربنا هو الذي أرسلك لنا...هو يعلم حالنا....وليس لنا غيره.
سمعت كلامها وطاوعتها رجلي...ورأيت الفتاة.....وما إن رأيتها حتى قفز قلبي مني....كانت جميلة جدا.........ولكن آسفت لأنها في شبه غيبوبة......نعم لقد كسرت قدمها الليلة ولم يجدوا طبيبا لها...وأخذت مسكنا عاديا إلى الصباح ولكن الحالة تدهورت وهما عاجزان عن التصرف...وهذا كان سبب حزنهما....ولطريقة مقابلتي أول الأمر.
حاولت أن أوضح لهما أني دكتور في القانون....ولكنهما لا يعطياني فرصة التوضيح’وطبعا لا يعرفا معنى دكتوراة في القانون.
وفرت على نفسي الشرح...وقمت بكشف رجلها....وحاولت أن أجبرها حسب خبرتي من إحدى دورات الصيف وأنا طالب في الجامعة.
وجلسنا خارج غرفتها ...وفهمت من حديث الجدين...أن اسمها سمية وهي بنت ابنهما المتوفي ......وهي تعيش معهما منذ أن صرعا والديها في حريق شب بالبيت منذ ما يقرب العشرة أعوام.
وانها تركت التعليم الجامعي من أوله....ولم أتطرق لمعرفة السبب..لأني كنت مجهدا..وخائفا من طريقة علاجي لها..أن تصيبها بمكروه......وسرعان ما طلع الفجر،وأنا جالس على الأريكة.
وخرجت من البيت متسللا...وأشرت إلي سيارة تقلني لأقرب محطة وقود وأخذت جالونا منها...ورجعت إلى سيارتي وملأت الخزان...وركبيت سيارتي إلى كفر الشيخ،...وطيلة الطريق لم تفارقني صورتها.ولا أنينها،وكنت أستغرب حالي كيف عالجتها ،وكيف تغير قلبي القاسي الذي عاش في عمري كله الذي تخطى الخامسة و الثلاثين، إلى قلب رحيم يشارك مآسي الأخرين ؟!!!!
ووصلت البلدة و رحب بي أبي والعائلة والمعارف.....وجلست مع أبي ليوضح لي أمر استدعائي جيدا.
وكان الأمر هو أختلاف بين أبي وجاره على أرض شفعة,,,كل منهما له حق الشفعة فيها....وكل متمسك بها......وصاحب الأرض مسرورا..لأن سعرها يعلو بسبب تنافس أبي وجاره عليها.
جاءتني فكرة لتحل هذه المشكلة....وعرضتها على أبي..وذهبت بنفسي لأعرضها على جارنا، الذي بدوره لم يصدق أني أفعل الخير ، وأتنازل عن ملكية الأرض بسهولة،,,ولكنه كان ذو فراسة.....إذ نظر في عيني وقال:
==محمود يابني...أنت لست محمودا الذي أعرفه...لقد تغيرت كثيرا!!!!
** أبدا يا عماه..أنا لم أتغير، ولكني أحس أن علاقتك بأبي ساءت كثيرا، فأردت مصالحتكما سويا.
==أني في غاية الدهشة والعجب من أمرك ؟!!!أتتنازل عن الأرض لبناء مسجد يجمع اسمي باسم أبيك؟....هذا عجب العجاب.
** ولما لا؟...أعملوا الخير لأخرتكم...وأنتما تمتلكان كثيرا من الأراضي فلا عوز لكم في تلك.
== صدقت يا بني...ولكن أريدك تصارحني....ما سر تغيرك هذا؟!!!
** وجدت أناسا فقراء ، يسعدهم القليل من المال..والرضاء أساس عيشهم، فقلت لما لا نقتدي بهم، حتى نحس السعادة مثلهم.
== حقا.تنقصنا السعادة والألفة القديمة....الجشع أكلنا يا بني.
** نعم يا عماه...وحان الوقت لنرى الدنيا يعيون جميلة راضية.
== أتصدقني يا بني، أني فرح بقولك لي يا عماه!!!
( وهنا تبسمت خجلا منه...وأمسكت يده وضممتها إلى صدري، وقلت له : أني لم أنس أبدا أنك من نفس عائلتي ....وفرح الرجل ورأيت في وجهه رجلا أخر...ياليتني عرفته من زمن))
وأتفقت مع أبي على أن يطيع جاره ...وأن يعيش بقية عمره محافظا على صلة الرحم...
زيارتي تلك استغرقت أسبوعا......خلاله لم تفارق صورة سمية عقلي وتحدث أبي عن زواجي وأنه لم يعد يصبر على ذلك...وأنا ابنه الوحيد.....وعرضت عليه رغبتي أن أتزوج من فقيرة......ولم يعارضتي على غير عادته....لأنه يأس مني في هذا الموضوع خاصة،وقال لي المال عندنا والحمد لله، المهم انها تسعدك....طرت فرحا وقررت العودة إلى الأسكندرية
....وفي طريق العودة لمحت.بيت سمية......فركنت سيارتي  في نفس المكان السابق ...وطرقت الباب برفق...وسمعت صوتا جميلا يقول لي.:
.أدخل يا علي ، الباب مفتوح.
ودخلت بلا تردد..ووجدت سمية الجميلة تجلس على نفس الأريكة التي كنت عليها منذ أسبوع، ولم أتفوه بكلمة...ولكنها هي من تكلم وقالتك
== علي!!!! لما تأخرت علي.؟.
...أيعجبك الآن أني أنتظرك جائعة ولم أتناول دوائي للآن؟!!
رد يا علي؟
......ومدت يدها بعلبة الدواء لآصبه لها ...وكانت يديها تتأرجحان وتلتمسان موقعي....ودهشت ...نعم إنها ضريرة...عمياء....ويدخل علي علينا ويكلمها ويسألها عني،,,,وهي لا تعرف أساسا من أنا،.....فتكلمت لأطمئن قلبها...وفرحت بي كثيرا عندما عرفت أني أول مداوي لها.
أما أنا،..كنت أتعس البشر ،
....وحدثتها عن رجلها وقول الطبيب فيها...وهي استمسكت بيد علي أن يجلس بجوارنا......وعلمت منها...انها تركت الجامعة بسبب فقدان البصر..وأن العملية تحتاج إلى كثير من المال..وعجز الجد عنه...وكذلك خطيبها.
حزنت أكثر، لأنها من نصيب رجل أخر......وبعد وقت سمعنا أذان العصر...ووجدتها تتحرك بعيدا عني.متوجهة إلى القبلة لتصلي.
لم أقطع صلاتها...ولكني خرجت بصحبة الطفل علي.....ليرشدني إلى المسجد.....وبعد الصلاة ،أشار علي على شاب وفال لي:
...خطيب سمية ..أنه محمد ..مدرس اللغة العربية.
ولم أقترب منه ولم أسلم عليه، لا أدري أغيرة منه؟!!
، أم حقدا عليه لأنه امتلك سمية ، وأنا يا من أملك الأراضي والعقارات والمنصب، لا يمكني ذلك.
وقررت قرارا مهما.....أني أتوجه لآقرب بنك وجدته بالرحمانية ، وهي أقرب مدينة لها...وصرفت مبلغ العملية الجراحية لسمية، مضاعفا لكي يلبي بقية احتياجها..وعدت إلى بيتها وتركت المال بجوارها، وهي لا تدري عنه شيئا...وأمنتها أن تبلغ سلامي لجديها بعد رجوهما من الأرض الزراعية.
وقلت لعلي:
قل للحاج أن يقوم بإجراء العملية فورا...ويزوجها من خطيبها بعدها مباشرة...أبلغته أن يهتمم بتكملة تعليمها الجامعي.
ورجعت إلى الأسكندرية...كنت أحس أني أفتقدت غاليا...ولكن يرتاح قلبي أني ساعدتها....ويكفيني أني أحببت الحياة في شخصها هي.
ومرت الأيام والليالي ..وأنا كالعادة منهمكا في عملي كمحامي ....وحاولت التعرف على زميلات لي...ولكن قلبي تعلق بسمية...وراودتني نفسي أن أزورها،...وبالفعل جهزت حقيبتي لزيارة أبي مارا بها،...ونزلت بيتها...وطرقت الباب فتحت لي العجوز مبتسمة ومرحبة بي.....وسألتها عن الحاج وسمية ..ونادت عليهما..ورأيت سمية،...نعم رأيتها،...
رأيت الجمال مجسدا في شخص فتاة واحدة،...وتحسرت نفسي....ولكن سرعان ما تحول لسرور ، خاصة عندما وجدتها تبتسم وترى بعينيها من حولها
.وهي الأخرى رحبت بي.
وسألتها عن خطيبها...وعرفت أنه أصبح زوجها، وختمت زيارتي لهما بالتهنئة...ولم أعلن عن شخصيتي كلها..تفاديا أن تعرفني وتجدد ألمي برؤيتها بعد ذلك
وخرجت ...لم أخرج كاملا....بل تركت قلبي معها...............وأكملت مشوار حياتي الرتيبة ، وكان الجديد فيه...هو عمل الخير...تعلمت من أسرة فقيرة درسا ..جعلته شاغلي طيلة حياتي.
ومرت سنوات خمس.....والتقيت بدكتورة كانت تناقش رسالتها في القانون أيضا ....كانت دعت صديق لي وصاحبته انا إلى القاعة...أول  شئ لا حظته فيها...أنها تشبه سمية كثيرا..ومع اختلاف الروح طبعا...ولكن استطاعت أن تعوضني عنها...وأحببتها حبا شديدا...وكنت أظن أني لا أحب بعد سمية..
...ولكن هذه حكمة الله .....وكانت منى زوجتي خير عون لي في الحياة، واستحوذت على حب أبي والعائلة..
.نعم هي طيبة والكل يحسدني عليها......أني أحبها ، و أحب أولادي منها.
****************  salma......تمت*********((( زرقاء اليمامة المصرية ))

قصـــــة بعنـــــوان / ليلـــــــة شتـــــــوية حـــــــرجـــــة

من زرقاء اليمامة المصرية في 17 أبريل، 2012‏ في 02:40 صباحاً‏ ·‏

قصة قصيرة......(( ليلة شتوية ...حرجة ))

****************************

ليلة البرد فيها قارص......صوت المطر كسياط تلفح جسد حصان متعثرا في خطواته..أو معترضا السير في الطريق الوعر........تنهمر المياه فوق سقف بيت جابر...وكأنها تتعمده...لتهدمه أو لتكشف ما فيه...ومن فيه.
لتكشف المستور...والرياح تخبط وتطرق الباب بشده لتوقظ أهل البيت....وتقلق منامهم..
..حتى الرياح تعترض أن ينام جابر تلك الليلة في هدوء.....والبرق يشارك الماء والرياح الغضب....وقد اتفقوا مع الرعد ..على جابر.
وتنجح الرياح في فتح نافذة البيت المكون من دور واحد....وثلاث غرف واسعة فيهن غرفة للطيور...وغرفتين وصالة شبه فارغة من الأثاث....يقبع في كل غرفة أشخاص...لا يربط ينهم غير طبق الطعام الموحد...واسم ينتسبون إليه.
وتجوب الرياح الغرف تبحث عن جابر...وتجده يجلس نصف جلسة..متكأ على وسادتين باليتين...ولونهما يشيران..أنهما في الماضي كانتا في غاية من الجمال.....
.نعم قد مر على صنعهما أكثر من 14 عاما...وهما يتأرجحان ما بين يد هذا وأرجل ذاك....حتى تحول لونهما إلى لون يحاكي سوء معيشتهما مع هؤلاء البشر.
هنا يدخن جابر سيجارة تبغ ...وينظر إلى دخانها المتصاعد لأعلى....ويداعب الدخان بأصابعه كأنه يرسم به منظرا طبيعيا...أو...يتحدى صعوده إلى الأعلى.

ويختلس النظر بطرف عينه إلى الفتاة التي ترقد بالقرب منه..بجوار بعض الحطب المشتعل طلبا للدفء.....وتتلفح بغطاء رقيق ..لا يستر ولا يغني من برد......وهي تتحرك بداخله كالثعبان....ويخرج من فيها أصوات أنين و لعنات.....تكاد لا تسمع.
ويبادرها بصوت غليظ يفوق سنه الذي لا يتجاوز الأربعين...إنما يتماثل مع جسده العملاق وخشونة ملامحه ...وهيئته.

يقول لها.:
*..ألم تستقري على وضع؟!!!! حركاتك أذهبت النوم من عيني.
**..كيف يأتيك النوم...وانت تحتجزني هنا طيلة هذه الليلة ؟!!!ألا تمل مني؟...ألا تعتقني؟
*. كيف أمل منك؟....أنت لي ..وأنت التي رضيتي بالمجئ معي...ألا تذكرين ذلك؟
**.أنا...؟!!!!...أيها الظالم...أنت قلت لي تعالي ساعة واحدة تخدمين فيها أمي المريضة ولن تتأخري...وكثر الحاحك علي......ووصفت أن أمك تكاد تموت في هذا البرد اللعين وأنت لا تستطيع تنظيفها خجلا منها....وأنا طاوعتك......يا خيبة قلبي.
*. أنت كنت تحتاجين المال...وأنا عرضته عليك ، ولكن بطريقة شريفة.....وهل كنت ستوافقين على المجئ معي إذا عرضت عليك طلبي....بطريقة غير ها ؟!!!
**= أيها المخادع....حجزتني واستمتعت بي....ولم تأخذك رأفة بي..ولا رأفة بسكان هذا البيت الفقير المعدم...ألا تشعر بهم؟...ألا تخجل من نفسك...؟...وأنت المسؤل الأول والأخير عنهم؟
أنظر إلى تلك المرأة ..زوجك...وهي تحتضن طفلك الرضيع ..وتغطيه هو..وتتعرى هي من أجله؟....أخذت منها غطاءها لنتغطى به نحن!!!....وأنظر إلى غرفة أبويك العاجزان...ألم تراعي الله فيهما..والفقر يأكلهما؟!!
وأولادك الخمسة...ينامون يتألمون من الجوع، وأنت تشتري الحشيش لتسهر ليلتك معي .
ألم تشتري شعورهم؟....ألم تحس بأنهم بشر !!!
-----اعتدل جابر في جلسته ومد يده تحت الوسادة السفلية وأخرج علبة السجائر وورق اللف والحشيش...واستمر في لف السيجارة...وكأنه لم يسمع كلامها....وقرب فاه من الحطب المشتعل ليشعل سيجارته...وطرف عينه على تلك الفتاة.........وكأنه يتأهب للإنقضاض عليها...ولكن السيجارة تحدثه وتحثه على الإستمرار في التدخين لأخر نفس....واستجاب لدعوة السيجارة له،وأخذ يداعب الدخان مرة أخرى...ويسرح بخياله إلي بعيد.....وفجأة ظهرت منه ابتسامة..وتمتم يقول في سره...كانت أيااااااااام.
الرياح والماء والبرق والرعد...رددوا وراءه تلك العبارة......وكانت أيااااااااااااام.
صوت الرعد مع البرق قطعا خيال جابر.....وأيقظا الطفل الرضيع ..وبكى الطفل..والأم تحاول تهدأته بنغمات كأنها أنين وتوجع..نعم يملؤها الوجع والمرارة...ما تراه هذه الأم من حلو.....لتتغنى به..كيف؟...وهي ترى زوجها يفضل فتاة من الشارع عليها؟!!
ويتلذذ بها أمام عينيها.....وهى صابرة...وتقول لحالها...:....لعل الله يبعده عنها لترتاح من قذارته وإدمانه.......((..قالتها..صدقتبها أم كذبت..))...المهم أنها قالتها....على أنها نغمة تسكت بها الطفل.
ونام الطفل وهي تلقمه ثديها وتدفنه فيه.
ويخرج من الغرفة المجاورة صوت طفلة لم تتجاوز العشر سنوات من عمرها....وهي تدفع أخاها عنها بصوت مكتوم.....وتقوم الأم لتكتشف أن أخاها الأكبر أراد التحرش بها........صعقت الأم...وكتمت صراخها خشية الأب المسعور.
نهرت الولد وصفعته على خده..ولم ينطق بكلمة.
أخذت ابنتها الوحيدة ووضعتها مع جديها....والبنت راضية بحكم الأم هذه المرة..بعدما كانت ترفض المبيت في غرفة الجدين من قبل
رضيت هذه المرة ...وحمدت الأم ربها على سلامة عرض ابنتها....ورجعت إلى مضجعها فرأت شيئا غريبا
وجدت الفتاة....الغريبة...عشيقة زوجها وهي تحتضن الطفل الرضيع وتضع عليه غطاءها...وتتتنفس بعمق كأنا تشتاق للأمومة.
همست الزوجة في أذن الفتاة وقالت:
*. أشكرك....الحمد لله أن أباه لم يحس به..وإلا لقام عليه ضربا...والبيت يزداد خرابا.
=لا عليك......أنا عرفت عنكم ما يغنيك عن التوضيح....ولكن طفح الكيل بي...ماذا أفعل للتخلص من هذا الرجل اللعين؟
*. هو لم يذق النوم طيلة ثلاث ليال...وأكيد سيغلبه النوم في الصباح...فأهربي منه.
=حسنا...ماذا تقولين له عندما يسنيقظ ولم يجدني ويسأل عني؟
*. سأقول له أني كنت نائما....وأين أنت منها؟
= على بركة الله ..هيا نصطنع النوم إلى أن يغرق هو فيه.
_____ولم تشعرا بوجودهما حتى الصباح ..قد سرقهما النوم وغفلته...وغرقتا في النوم....وأفاقتا على صوت الجد وهو ينادي أحد الأحفاد ليساعده على سكب الماء للوضوء ليتمكن من قضاء صلاة الصبح.
وبدأ وداع حنان ولد في أخر ساعة من  الليلة ...وتسللت الفتاة للخارج......ودبت الحركة بالبيت كأنه سوق خضار....والأب في سبات ....وقامت الأم بتنظيف البيت والجدين ...بمساعدة البنت التي لم تعرف هي الأخرى طعم النوم ليلة أمس..إلا بعد عناء طويل.
وقام الولد الأكبر وهو شديد الألم والندم ....معترفا بذنبه........معتذرا لأمه ولأخته......ولكن قرر شيئا غريبا في نفسه هو أن يتحمل مسؤلية هروب الفتاة عن أمه..لكي لا يضربها أبوه.
أحست الأم أن صنيعها لتلك الفتاة لم يذهب هباءا...وأن الله عوضها برجل صغير السن..ولكنه شجاع وتأملت فيه أن يعولها هي وأخوته الصغار.
وانقطع المطر...وهدأت السماء وكأنها رضيت عن أهل هذا البيت..وتعالى صوت الطيور التي تسكن الغرفة الثالثة........وخرج الأطفال الثلاثة الصغار لجمع البيض... ليتناولوا لفطور وبيع البعض منه.
وهنا سألت البنت أمها....:
+ أماه...ما اسم الفتاة التي كانت بصحبة أبي .؟
*. أتصدقيني ..إذا قلت لك أني لا أعرف لها اسما...سوى اسم ..بنت..كما كان يناديها أبوك...ههههههه....الحمد لله..هي ليلة ومرت بسلام....والله المستعان.
*************************......salma تمت ********((( زرقاء اليمامة المصرية )))

قصــــــــة بعنوان / حمــــاتي..........عقلــــية متطـــــورة

من زرقاء اليمامة المصرية في 17 أبريل، 2012‏ في 11:56 صباحاً‏ ·‏

حماتي..........عقلية متطورة
*********************

****************

أحب أقول لكل المتزوجين:.......يا بخت اللي له حماة...زي حماتي.
طبعا تستغربون من كلامي؟.....أبدا..أنتم لو تعرفوا حماتي...كنت تتمنوها حماة لكم...أي والله حماتي مفيش منها اتنين...في كل شي تتميز فيه عن بقية الحموات....هتقولوا إزاي..؟!!!
هأقول لكم تعالوا معي واسمعوا قصتها معايا...وأنتم الحكم في النهاية.....
(( هذه كانت بداية قصة جديدة يكتبها هاني في الجريدة اليومية))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا هاني...كاتب صحفي مش مشهور قوي ...أنا بكتب في الصفحة الرياضية بعض الأحداث...وبدأت العين تقع عليا....بجد الفضل يرجع لواحدة حبتها من الفيس بوك....وهتعرفوا هي مين...وهل ليا حق أحبها ولا ..لأ؟
***دي حكايتي من خمس سنين
أنا يادوب مخطي الثلاثين من العمر...وأعزب كمان وكنت بجد شقي وروش كده يعني..مسبسب شعري وأحبط الوكمان في وداني...وعايش الدنيا براحتي...وبابا بيصرف عليا
يعني مش شايل هم....وعمري لا فكرت في جواز,,,ولا غيره...هو أنا غاوي هم؟!!
المهم..طبعا زي أي حد...بقعد على الفيس بوك....وده أقل شي يعمله الشاب اللي زي حالاتي .
وفي يوم قرأت شعرا ...بس رومانسي بجد..وعجبني في جروب بسيط...بس كل اللي فيه بيكتبوا شعر وقصص و عبر..أكترها من راسهم...يعني تأليفهم هم...بس الشعر ده بالذات عجبني كأن اللي كتبته .....كتبته علشاني أنا.
وصممت أعرف مين دي الشاعرة اللي عرفت تدخل قلبي وعقلي كمان...و طلبت اضافتي عندها ..وهي رفضت.., طبعا أنا زعلت أول الأمر...وبعدين بعت لها رسالة...قلت لها فيها..أنا هاني من الأسكندرية خريج كينج مريوط...ممكن نتعرف؟
وهي برده..مش بترد عليا....بعت رسالة تانية..وقلت فيها(( هو حضرتك مش بتردي على رسايلي ليه؟))
وبرده مش بترد..أستفزتني بجد.....قمت باعت رسالة كمان....(( للدرجة دي خايفة تتعرفي على شباب.؟..خلي عندك ثقة في نفسك))
وبرده هي مش بترد....وأخيرا قلت لأ...لأ بقه دي مش شاعرة ولا حاجة..معقول اللي تكتب الكلام ده...تكون ناشفة كده؟.....وكمان صفحتها مفهاش معلومات خالص...يعني إيه.؟...هي حرقت دمي و خلاص!!!....وأنا هأسيبها كده؟!!!...والله ما تحصل أبدا.
وبصراحة قلت لشوية من اصحابي...شوفوا البنت دي..عاكسوها..علشان عايز أعرف هي بتتعمد معايا الأسلوب ده؟..ولا مع الكل؟
وأشتغلنا عليها...ولكن الحق يعني...هي مش بتردعلينا...لحد ما جه الواد محمود صاحبي وقالي...يا بني دي مش بنت صغيرة علشان تلعبوا بيها...دي ست كبيرة ومتجوزة..وعندها عيال كمان.
بصراحة..أنا اندهشت..وزعلت كمان...طبعا الست دي عششت شوية في راسي.....وبقيت أقرأ كل حاجة بتنشرها...واستمتع بيها بجد...وكل يوم أحاور نفسي وكأني أكلمها..وأردد بعض اشعارها.....لدرجة الحفظ....................................معقولة دي؟!!!كبيرة ومتجوزة كمان؟!!...وأم عيال؟!!!
طيب هي كبيرة قد إيه مثلا..معرفناش...محمود قال الخبر ده وبس
وسألناه :
عرفت منين يا فالح؟!!.......................ورد أنها صاحبة خالته أمال...وتقريبا قدها في السن.
مخبيش عليكم..رحت البيت....وأنا زعلان والصداع مسكني......والصورة اللي رسمتها للشاعرة دي...زيوتها ساحت على بعضها....لدرجة أني عيطت.
وبالليل صممت أدخل الفيس...وأبعت لها رسالة ..بس المرة دي من أكونت جديد أعمله مخصوص لها..وأحط معلومات تناسبها في السن والوضع الأجتماعي والأفكار كمان...وعلى فكرة ..الأفكار بتاعتها كبيرة..ولكن الشعر والكتابة ..تحكم عليها أن سنها صغير..كأنها في العشرينات..أو بداية الثلاتين...كلها شباب..وده اللي مخليني مش مصدق نفسي أنها ست كبيرة ومتجوزة..وأم كمان.
وبعدين ...كتبت اسم الأكونت...الطائر الجريح..وعمري خمسه وأربعين سنه...وأرمل..و الشئ الوحيد الصح اللي كتبته في معلوماتي..أني صحفي..وكمان بداية تاريخ ميلادي ..وهو..15 مايو.
وبعت لها رسالة للتعارف..رفضتها...قلت وبعدين مع الست دي؟....فكرت في فكرة هي أني أكون صديق للست أمال خالة محمود صاحبي الأول...وقبلت أمال أضافتي.
وده كان مفتاح لدخولي على صداقة الست الشاعرة.
وبعدها بيومين أرسلت طلب صداقة لها....وكانت المفاجأة........قبلته.
طرت من الفرح...لدرجة أني رميت الكمبيوتر ببوسة كمان...هههههههههههههههههه.
ودخلت عليها أكلمها...وأنا معرفش الست دي ...بجد عرفت أن المعلومات اللي سمعتها مش كافية أن أقول أنني أعرفها...طلعت بحر...والله بحر في كل شئ...
...وأهم شئ في مشاعرها.
وتعارفنا بس بالتدريج..هي مش بتسمح لأي حد يدخل غرفة خصوصياتها..إلا البنات فقط.
وفي خلال شهر من تواصلنا اليومي تعودت عليها لدرجة أني نسيت أنا ست متجوزة..وأكبر مني كمان!!!!بجد..سنها اللي عرفته منها أنها قد أمي بالضبط.
حبتها بجد..هي خليط أنثى...بجد..أحس أنها في سني..فأحبها...وبعدين أتذكر سنها..أتراجع ...حيرتني بجد.
وهي من النوع اللي مش بيبخل بعواطفه ولا نصائحه على حد....وطلعت شاعرة بجد...جااااااااااااااااااااااامدة.
المهم...أبويا عرض عليا يجوزني بنت عمي ..وزيتنا في دقيقنا..زي ما بيقولوا...بس أنا رفضت ...قلبي اتعلق تعليق معرفش له بداية من نهاية....قلت أشور الست الشاعرة....أسمها سهام ..ده اللي قالته ليا في البداية....قلت أعرض عليها مشكلتي..بس بطريقة أني أب وعايز أجوز ابني لبنت عمه..وأشرح لها شوية عن شعوري ناحيتها ‘لى أن صاحب الموضوع ابني.
هي تناقشت معي كأب طبعا..وخلتني من غير ما تحس..أصمم على رفض الجوازة دي.....خاااااااااااااالص.
وقلت لها..أن ابني هاني(( اللي هو أنا)) ..عايزك تقبلي صداقته...وحاولي تكوني له أم وصديقة..علشان خاطري....أنا مسافر خارج مصر وهاكون مشغول عنه كتير.
هي رحبت....ومن يومها أكلمها بطبيعتي من الأكونت الجديد بأضافة جديدة طبعا.....وقلت لها أنا تحت التمرين في الصحافة وشرحت لها بعض أموري...وكسبنا صداقة بعضنا.
وأنا معرفش بجد مدى ذكاء الست دي..ومع ذلك..مخفتش أنها تكشفني...معرفش ليه كنت أطمئن من ناحيتها.
وطبعا أكونت بابا(هههههههههههههههه*)...بدأ يخف الدردشة معاها..وهي سألتني عنه..
قلت لها هو مسافر للعلاج بره...وهي بحسن نية صدقت.
في يوم قلت لها :
************
هو مفيش حد مرة كده قالك بحبك في الفيس؟
ردت:
**********
لأ...ليه السؤال ده؟..وهو فيه حد يحب من الفيس برده.!!
قلت لها
********** وإيه المانع ياستي..والله بتحصل..وأوعي تقولي بيفشل.,,,أرجوكي.
هي
*********
ده جنان رسمي....ههههههههههههه..بس بجد هو بيحصل..أنا عارفة
بس بجد بيفشل..يعني إيه احب واحد مبشوفهوش...ومعرفهوش؟
خلي بالك أكتر الناس في الفيس..كدابين..وكلهم بيخبوا الحقيقة
وبيلبسوا أقنعة زائفة...بس بتكون جميلة وجذابة...لدرجة المتعة.
أنا
*********أنا أعرف شاب حب واحدة قد امه...وهيموت ويشوف صورتها..,يسمع صوتها
بس هيا مش من النوع السهل...مش داخلة الفيس للصحوبية..دي لها هدف.
تفتكري...ممكن يكون وراها غرض وحش؟!!
هي
******** مش شرط ..أن يكون كل اللي في الفيس غرضهم وحش..أنت نفسك قلت لها
هدف......يعني تعرفها كويس.
أنا
********....يا ستي مش أنا...هو يعرفها.
هي
******* أحس أنك أنت صاحب المشكلة دي..ههههههههههههه...بس يا بني فوق كده خطر
أنا
******** خطر على مين بقى.؟!!!...مفيش أخطار ولا حاجة....دي علاقة شريفة.على فكرة
هيا متعرفش...أنه بيحبها...بس هو يكفي أنه بيشعر بيها..وأول ما تفتح الفيس
قلبه يحس بيها..ويفتح في نفس اللحظة..ولو كتبت حاجة بيعلق عليها كأنها
كتبتها له هو......أكيد ده حب يا استاذة,,ولا إيه رأيك؟
هي
*******مش كل اللي قلته يدل على الحب...ممكن يكون..أعجاب...او سد فراغ.
وبعدين فارق السن كام بينهم؟
(( وهنا خفت أقول الحيقة..أحسن تكشفني..هي دلوقتي عرفت أني أنا صاحب المشكلة ومش بعيد تعرف أني بحبها هيا,,,وممكن تقطع علاقتي بيها...ودي تبقى كارثة بجد...فكرت في التخلص من الرهبة والخوف واخترت اجابات تتمشى مع موقفي بس ما تكشفنيش((
أنا
*******هي أكبر منه ب 13 سنه..أو 15 ..حاجة زي كده.
هي
******** يا تهار!!!...معقولة دي؟!!!...ده الغلط بعينه.....قل لصاحبك يرجع عن الفكرة دي
بجد مش في صالحه ولا في صالحها....هي أكيد متجوزة؟ صح؟
أنا
********للأسف أه..وأم كمان......بس الحب مش عيب ولا حرام.
هي
******** لأ..لأ...أنت فاهم الدنيا غلط..العيب والحرام..دي أول خطوة بعد تعدي حقوق
الأخرين...الزم حدودك..تسلم...دي نصيحة ام لأبنها.
(( وهنا ومن غير ما أحس قلت لها كلام زعلها مني...وتأسفت كثير ..هي فهمته أني مرضاش بيها أم لي..بس الحقيقة أنا مش عايزها أم..أنا عايزها حبيتي وصحبتي كمان)))
أنا
********* لأ..امي؟..لأ أنت مش أمي.
هي
********أسفة يابني..أنا قصدت زي أمك.
أنا
********أنا أسف مش قصدي ..والله ابدا..أنا قصدت أنك صديقتي الحميمة يعني..أنتي
غالية والله ..أنتي متعرفيش أنتي بالنسبة لي إيه؟......أنتي حاجات كثيرة مش
مش عارف أوصفها لك..يارب تسامحيني...اقبلي اسفس الله يخليكي

هي
******** أبدا مفيش حاجة...أنا كمان والله أعزك....برضه زي أبني ...ومصممة بقة.ههههه
أنا يابني تقريبا مش بدردش مع حد قدك....كل ما أدخل تطلع ليا زي عفريت
العلبة.....هههههههههههه.
أنا
******** وده شيئ يزعلك؟.....فولي والله..وأنا هأخف عنك..بس مش هأوعدك..هم بس
شوية صغيرين...ههههههههههههه
هي
******** هههههههههه..مش بقولك انت ابني...يعني مش هأستغنى عنك أبدا.
أنا
******* طيب نخرج من الموضوع ده..قولي لي..عندك في صديقاتك..بنتين كأنهم توأم
كلامهم واحد...والمواضيع بتاعتهم متشابهة.....اسمهم هناء..ولمياء..تعرفيهم؟
هي
******* أه طبعا ومعرفة شخصية كمان.....هناء خريجة تجارة أنجليزي ....ولمياء أداب أنجليزي برضه
أنا
******* أه ..علشان كده بيحاولوا بتنافسوا في الأنجليزي.....بس على مين ؟..شفتي
تعليقي الأخير عليهم...عرفتهم أن فيه غيرهم برضه حريج مدارس لغات..ههههه
هي
******* أه..بس أنت مش بتعرف شعر زيهم...دول بنات تحفة بجد...وشكلهم واخدينها وراثة
أنا
*******...بس أنا أعرف الست اللي هي تاج على راسهم كلهم..أحسن شاعرة في الفيس
كله...طبعا أنتي يا ست الكل...ههههههههههه
هي
******* بتتباها بيا أنا؟...يا بني أنا اقل القليل .....شوف حد تاني تتباها بيه!!
أنا
*******طيب أنا مش هأرد عليك علشان ما نزعلش من بعض...طيب يا ستي
(( انتهى الحوار ده..وانقطعت عن الفيس أسبوعين..أنا أنشغلت في الشغل جامد..وكنت أدخل الفجر أشوف كتاباتها..ومش بعلق كمان..بختبر نفسي....وهي مكلفتش نفسها تبعت
رسالة تطمئن عليا بيها...وساعتها حسيت أني مش على البال أو الخاطر.....وزعلت شوية))
وبعدين دخلت وسألتها ..أنتي ليه مكنتيش بتسألي عليا ولو برسالة؟...وعرفت منها أنها حاسة بالذنب من ناحيتي..وعايزاني أنشغل ببنت الحلال...ونصحتني كم نصيحة كده...ومن يومها وأنا أحاول تنفيذهم...وكمان بعت لها رسالة من أكونت (( والدي))..هههههه...أشكرها لحسن معاملتها ابني(( اللي هو أنا))...وأني هأرجع قريب بعد ما أخلص علاجي برة......وهي فرحت بالرسالة دي لدرجة أنها بلغتني بها حرفيا.....وكان نفسي أقولها أنا الشخصيتين نفسهم....بس جبن مني بقه..خفت تقطع علاقتها بيا.....وبعدين لاقيت نفسي كشاب بقه أنجذب لهناء..وخاصة اسمها يناسب اسمي..(( هاني..,..هتاء)) موسيقى ...ههههههههه
وطلبت من هناء تقابلني وخاصة هي ساكنة في الأسكندرية معايا..وبيني وبينها محطتين ترام بس....هي رفضت..وأنا شاورت الست..سهام...وقالت باب البيت أوسع من شباكه...وفهمت قصدها...وسألت عن هناء دي..ولاقيتها ممتازة..وأمها ست كاملة...وأبوها متوفي من فترة و لها اخين أصغر منها.....ومن عائلة محترمة..يعني بجد..بنت عشرة على عشرة..وبدأت تسحبني من حب سهام..وساعتها عرفت أن حب سهام نوع تاني...بس أقدره جدا...ولكن هناء معرفتش تسحبني من ان اكون أبن الست سهام......ولاقيتها هي كمان تحبها وتموت فيها كمان.......وبعد فترة قصيرة خطبت واتجوزت هناء....وشفت حماتي لاقيتها ست روعة زي أمي بالضبط...ومثقفة..بس برده معرفتش تسحبني من الست سهام......طبعا سهام لها مذاق خاص....كنت لما أزعل مع هناء أشتكي لها......وكانت تنصحني..ومتقولش اهناء أي حاجة...ومرت سنة وربنا رزقني ببنت...قلت أسميها سهام.....مراتي وافقت..هي كمان تحب سهام..وسهام هي اللي جمعتنا سوا......لكن حماتي قالت لأ...سميها زينب على اسمي........وهنا كان أول أعتراض بيني وبين حماتي الست الكمل العاقلة الحنينة.....بجد أنا زعلتها في دي...وبنتها قالت..يا ماما خليه يختار الأسم اللي بيحبه...وبعد التانيه نسميها زينب ..ولا تزعلي......................ولما دخلت الفيس..سألت سهام وقلت لها تفتكري ده هياثر على علاقتي بحماتي لو أنا اصريت على تسمية البنت باسمك؟.......قالت ..اه سميها زينب..ده اسم جميل...احبه بجد...........وفعلا سمتها زينب..وسبحان الله طلعت شكل زينب الكبيرة.........وفي يوم دبت مشكلة بيني وبين هناء ...وشاورت سهام فيها وقالت..أترك البيت يومين..وهي هتهدأ...........هنا بدأت أشك ..هي ازاي عرفت أن ده طلب هناء؟!!!............هي هناء كانت بتحكي لها كل حاجة؟...وزعلت من هناء ورحت البيت أزعق فيها وأمها كانت موجودة........وقلت لها ازاي يا هانم تحكي أسرار بيتنا لست غريبة عننا...والفيس كمان يا هانم؟......................وهناء تحلف ليا أنه ما حصل..,قامت وأرسلت رسالة على الفيس قدام عيني للست سهام وتقول لها..هو أنا كلمت حضرتك في حاجة تخصني.؟...وليه تنصحي هاني بحاجات فعلا أنا طلبتها منه..كأنك تعرفيني أو تعيشي معايا في البيت؟!!!...............وحماتي استأذنت وقالت حلوا مشاكلكم مع بعض...وبلاش تظلموا الناس معاكم...وخرجت..................وبعد ساعة لاقينا رسالة من الست سهام...تقولنا فيها..انت كنت أنصحكم عادي..وأنا معرفش حاجة عن خصوصياتكم...المهم هناء طلعت بريئة...,دخلت الفيس وأنا في المكتب ولاقيت سهام فاتحة..دار بينا كلام.))
أنا
******* شوفتي أنت بتدخلي في أعماقي لدرجة بتحسي بكل حاجة تخصني...خلتينا
نشك فيك..والله كان عندك حق أنك خلتيني أسم البنت زينب....كان زمان مراتي
ولعت البيت في يوم زي ده.
هي
******* الحمد لله بس انت برضه مزودها شوية...يعني إيه لو عملت عيد ميلادها زي ما
كانت متعودة قبل الجواز في كافيتريا.!!!...ده حقها..هو انت أشتريتها ؟...خليها
براحتها علشان تحبك اكتر......وروح هات لها خاتم هدية ...يلا بلاش كسل
أنا
******* بس كده؟...ده حتى عيد ميلادها...وشه حلو عليا..جاتني علاوة..هأروح أشتريه هي
******** متنساش تحطه في علبة قطيفة كحلي.
(((وهنا وقفت شوية...هي ايه اللي عرفها أنها تحب الهداية في علب كحلي...وبعدين قلت لنفسي..هو كل شوية أعمل مشكلة ؟....بس فكرت في حاجة..جبت الخاتم في علبة حمرة....وخبيت علبة فاضية كحلي في جيبي.........وعرضت الهدية على هناء..فرحت بيها ولكنها علقت على لون العلبة...وحماتي قالت ليا,,,كنت هاتها كحلي..هو أنت مش بتسمع الكلام أبدا؟!!!...............فكرت شوية وفلت...والله في حاجة تربط المواضيع دي..وقررت أشغل راسي شوية...........هناء..عادية خالص وبريئة....السر في حماتي والست سهام...هما يعرفوا بعض ولا إيه؟........وفي يوم بحاور سهام..لاقيتهاتقولي سر خاص بهناء من غير ما تحس...وانا طنشت الكلام..علشان اعرف الحقيقة...,روحت البيت أزعق في هناء..وطلبت أمها بالتليفون....ولكن أنا قلت لحماتي خليكي عندك...انا اللي جاي ليكي...ورحت البيت عندها..,طبعا رحبت بيا..وعملت غداء لي ولها وقعدنا نأكل
وبعدين هي راحت تعمل شاي...وأنا بغسل إيدي مررت على أوضة نومها...ولاقيت الكمبيوتر شغال...ومن غير ما أحس...دخلت ولمسته بس...لاقيته كان شغال...والمفاجأة الكبيرة.....لاقيت بروفايل سهام..وصفحتها.......معقولة دي....؟؟؟!!!!!
سهام هي نفسها زينب حماتي.......؟!!!
...أنا في ذهول..إزاي ده يحصل؟!!!...ودخلت عليا حماتي ..وقالت يابني متفهنيش غلط...............وهناء متعرفش انا مين....أرجوك يابني......انا شايفها بس....مش سامع بقية كلامها......وبعدها بشوية معرفش أنا خرجت إزاي من البيت...........ومرجعتش بيتي لمدة اسبوع
ومعرفش حاجة عنهم..قعدت لوحدي في فندق..وأخذت أجازة من الشغل..,انا أفكر..إزاي أحب البنت وأمها...طيب أمها تتعامل معايا بشخصيتين ليه؟
إيه السر أنها مش بتقول لهم الحقيقة..؟!!!.طيب أوريها وشى ازاي...طيب أبص لها أنها حماتي..ولا سهام.....بجد تعبت لدرجة أني كنت أفقد الوعي...ورحت لدكتور نفساني...وأقنعني أن سهام دي وهم في الفيس...وبس..والناس اللي عايشين معايا هما الواقع.......وسهام فضلها عليا كبير..هي الصديقة..والحماة..وجدتك بنتي....وبجد كان نفسي أسمع الكلمتين دول من أي حد..علشان أرجع بيتي ,و انا آمن.
وجعت الشغل قبل البيت..وحاجة شدتني افتح الفيس..ولاقيت رسائل منها كثيرة تقولي أن ده سرها الوحيد..ومتعتها الوحيده تعملها في الفيس وهي الكتابة..وتترجى فيا أن ارجع بيتي..وأنها مستعده تهدم شخصيتها و كل شئ في سبيل اسعادي واسعاد بنتها....وأنها هتروح اليوم تعترف لبنتها هناء..وأمام الولدين كمان......لأنها ملت الحياة الجانبية دي وخاصة أنها ساهمت في هدم بيت بنتها.
وطبعا هذا لا يرضيني...ورجعت البيت لاقيت حماتي على وشك الأعتراف...دخلت بوست رأسها..وقلت لها أنت أحلى حماة في الدنيا والله..وهتاء من الفرحة مش فاهمة حاجة...وعيطتت حماتي......ومن يومها..أكلمها بصراحة عن حياتي متن غير فيس...وهي لم تنقطع عنه ...وأولادها ومنهم هناء لا يعرف إلى الأن من هي الشاعرة سهام..أو ما هي العلاقة بينها وبين الست زينب.
وبقينا احسن من الأول.......وسميت اسم البنت التانية سهام برده........بذمتكم حد بيحب حماته زي أنا؟!!!.........طبعا لأ
أنا بكتب القصة دي لأني حولت من القسم الرياضي للقسم الأدبي...وهأنشر قصتي دي.....علشان أنا عايز أشوف نظرة الناس الجديدة في معرفة الفيس بوك..للكبار وللصغار
//////((( هاني )))
*************************
******************************
salma....((( زرقاء اليمامة المصرية)))

قصة ...((( أزهار البنفسج..)))



جلست جلستي المعتادة عند إحدى طرفي طاولة الطعام التي تمتد حوالي المترين ...وعلى الطرف الأخر يجلس زوجي ......وبدأنا تناول الطعام . نظرت إلى وجه زوجي...لقد تغيرت ملامحه في أسبوع واحد غبت عنه فيه...و سألت نفسي:
هل يتغير الإنسان في مدة بسيطة كهذه؟!!!
لقد رسمت الأيام رتوشا خفيفة على وجهه الجميل....بعض بياض الشعر على جانبي وجه...وخطوطا عريضة فوق الجبهة....وبعض التجاعيد التي رأيتها من جوانب النظارة السوداء ...وخشونة الصوت...................أيحدث هذا في أسبوع؟.!!!
.
أم أني أراه بعين جديدة؟
هذه الرتوش والتغيرات البسيطة كانت رسالة لي من الزمن....وقرأتها...إنه يقول لي:..
.
أنظري إلى المرآة...لقد تغيرتي أنت كذلك........لقد تغيرتي يا عزيزتي...فأنا بارع في الرسم أكثر منك...لقد رسمت عليك نفس الرتوش وبنفس الألوان...ولكنك لا تشعرين بها..لأني أرسمها ببطء شديد...وبخفة لا يضاهيني فيها أحد.
لقدخفت من هذه الرسالة ،ولم أحاول النهوض أو الذهاب إلى المرآة لأرى الرتوش أو أقرأ الرسالة ....فقطع حديث النفس هذا صوت الشوكة والسكين في طبق زوجي معلنا بهما وجوده و أن أبدا في الحديث معه.
بدأت الحديث بقولي:
=
زوجي العزير:
لقد اشتقت لهذا اللقاء الروتيني......وما كنت أظن أن أشتاقه بعد غياب أسبوع واحد فقط....أني أعتدت هذا البيت الجميل وحديقته الغناء....وأكثر ما أعتدته وأشتقت إليه....هو أنت أيها الزوج الجنون.
غبت عنك مضطرة....سافرت إلى بريطانيا لمراعاة إبنتنا الوحيدة أثناء الوضع .....والحمدلله ، لقد رزقت بمولود جميل يشبه جده....يشبهك يا زوجي الجميل.

*
صفيه لي يا سلمى ؟
=
وجه جميل ..عيون بنية ...شعر أسود كسواد الليل الحالك.....ونفس الأنف الجميلة مثلك يا عزيزي...............................و أطلقت عليه أسمك .....أناديه ب محمود.

*
أرجو أن يكون محمودا حقا......كنت أود إحتضانه بين ذراعي.
=
لا تقلق يا عزيزي ........كلها أيام وترجع به إبنتنا إلى مصر لقضاء العطلة .

*
تعلمين يا حبيبتي أني أخاف السفر...وأخاف عليها كذلك من السفر.. ..كنت قلقا عليك في ذهابك وإيابك.....خفت أن يصيبك حادث ، كما أصبنا من قبل،..........عود حميد يا زوجتي الغالية.

=
لا تذكرني بالحادث .......لقد نسيته.

*
أتكذبين علي ؟ أم على نفسك...........؟!!!.....لقد ترك آثارا بشعة علينا،.....أصاب رجلك بعاهة مستديمة، تجعلك تعرجين،....وأصابني بالعمى ،....كيف ننساه يا سلمى؟!!!

=
لا..لم أنساه...ولكني أردت نسيانه....وخاصة أننا تعودنا على هذا الوضع منذ عشرة أعوام.

*
مرت عشرة أعوام يا سلمى ؟......مرت بطيئة ....ولكني أحمد الله تعالى أن لي رفيقة مثلك..لم تشعرني بعجزي هذا.

=
هيا بنا إلى الحديقة..أني مشتاقة إليها...لقد أتيت من السفر ليلا ولم أر جمالها بوضوح.......أريد أن أرى الورود التي زرعتها قبل سفري ، وهل أعتنى بها البستاني...في غيابي؟..أم أهملها.

*
لا تقلقي يا حبيبتي...كانا يرعاناها جيدا.
=
من هما؟..أني أتكلم عن البستاني....وليس لدينا إلا واحدا.

*
أعلم ولكن في غيابك قام البستاني الجديد برعايتها، لأنه كان يراك فيها ، ويشم عطرك في عطرها........إنه بستاني خاص لك ، يحبك وأنت أجمل أزهار حدائقه.

=
قمت أنت برعايتها في غيابي؟..وكيف؟.....أتمزح معي؟

*
كلا...والله ما مزحت في قولي هذا،..أني بالفعل قمت بغرس بعض الورود أتى بها البستاني من المشتل، حسب طلبي.

=
لقد أثرت شوقي لرؤيتها...وأني أقر من قبل رؤيتها أنها أجمل أزهار الحديقة كلها.

*
لا تبالغي قبل رؤيتها...أتصدقين إن قلت لك ، أني لم أطلب من البستاني وصفها لي من بعد غرسها؟
=
لما يا حبيبي؟....فأنت تحب أن نصف لك الحديقة وكل جديد فيها يوميا وبإستمرار؟

*
نعم...أنت تصفين لي.....أشعر بروحك هي التي تصف،....و هذا أجمل مافي الوصف يا حبيبة القلب...ولا أريد غيرك واصفا لي.
=
فهمت .....هيا لنرى هل البستاني الجديد كان بارعا.....أم..........( ضحكات متبادلة )

*
سلمى....أشم عطر الزهور التي غرستها من أجلك ...ألم تلاحظيها بعد.؟
=
أني أقف بجوارها ...أنت غرستها بالقرب من مجلسنا ......إنها جميلة حقا.

*
صفيها لي يا سلمى؟
=
زهور البنفسج.....على شكل كومة كبيرة.....و في الوسط ورده بيضاء فقط......جميلة المنظر يا حبيبي.....................ولكن كيف تخيلت هذا المنظر الجميل....؟......ولما هي وردة بيضاء واحدة؟

*
أولا/ ليس بغريب بمن يجاورك أن يستشعر الجمال ولو كان أعمي مثلي،..
.
ثانيا/ الكومة البنفسجية هي همومي الكثيرة ، وأما الوردة البيضاء..فهي أنت يا أملي ويانور الحياة.
=
كم أنت جميل يا زوجي الحنون.، أنت كنت وما زلت شمس حياتي، بدفئها ونورها ،حفظك الله لي.

*
كنت أخشى الموت في غيابك، وتمنيت عودتك سريعا،لكي أموت بين يديك في هذه الحديقة الجميلة التي شهدت أجمل أيام عمرنا،أتذكرين يا سلمى قديما، كنت تقومين برسم لوحاتك وتسأليني عن رأيي فيها، وكنت أخذلك وأقول لك أنا أعمى ، لا أرى للوحاتك جمالا ؟

=
نعم أتذكر هذا، وكنت أغتاظ منك وأرميك بالفرشاة..........( يعلو صوت الضحك )
لماذا تتذكر هذا الآن؟......ماذا وراءك يا عزيزي؟

*
ورائي وداع، ورائي موت يا حبيبتي، فراق طويل ، ولا أعلم متى نلتقي ثانية.

=
محمود : أتستر عني خبرا أو أمرا فاجعا؟...قل لي ؟

*
حبيبتي ...أصابتني نوبة قلبية أثناء غيابك عني.......ولا أعرف لها سببا ...وأتاني الطبيب وتخوف منها...وأظن أنها إذا أتت ثانية سيكون فيها الفراق.

=
متى؟..وكيف؟.....ولما لم تخبرني بالهاتف؟
*
أردت ان تستمتعي بوقتك مع أبنتنا والحفيد....وسعدت جدا لأنك أخترتي اسمه بنفسك.
هيا أجلسيني على الكرسي فأنا تعب للغاية..وكنت أقاوم من أجل إسعادك...وتمنيت أن يطيل الله في عمري حتى تصفين لي الحديقة بأزهارها الجديدة التي غرستها بنفسي من أجلك.

=
تعالى....لأ لن أجلسك على الكرسي، سنفترش الأرض سويا....ونحكي ذكرياتنا كسابق عهدنا، ونستمتع بيومنا إلى أخر لحظة فيه.

*
سلمى......إني أشعر بدنوه...أميز رائحته من بين روائح الزهور...إنه أت يا سلمى.

=
لا تقل هذا يا عمري...............لا تتركني وحدي هنا......لا حديقة بعدك...ولا شمس.

*
لقد تركت لك أزهارا تذكرك بي العمر كله، إنها أزهار البنفسج التي دوما أعشقها....وأعلم أنك ستراعينها من بعدي....حتى تكسو الحيقة بها.

=
أرجوك لا تردد عباراتك هذه، عش وقتك معي جميلا.

*
عشته والله يا سلمى.....وحزنت أن أفارقك ، لأني أعلم أن فراقي لك مريرا.
=
وأي مر هذا......إنه أمر من الصبار والعلقم.

*
سلمى: أحكي لحفيدي عنا...وعن أجمل زوجين ..وأسعد حبيبين عاشا الحب كله في بيت جميل بين أزهار حديقة غرسا أزهارها وأشجارها بأيديهما.

=
سأحكي له عن أجمل فارس عاش عمره في خدمة أميرته،....وعن رجل سيد الرجال وأعظمهم، وعن جد حلم بإحتضان حفيده ولم يستمر حلمه إلا ثمانية أيام فقط.

*
لكنه حلم جميل يا سلمى....تمنيت أن أعيشه عمرا كاملا...ولكن هذه إرادة الله...ولا محال.
=
أيها الفارس...أنويت وعزمت على ترك أميرتك؟!!......أرضيت لها بالموت قهرا عليك؟ وأنت تعلم أن لا حياة بعدك.

*
عيشي أميرتي من أجل حفيدنا...حفيد يحسده الناس بكونك جدته.

=
وهل تظن أن بعدك حياة؟.......خذني معك...لن أتركك تذهب فردا منفردا.

*
ليت الأماني تتحقق....كنت لازمتك للأبد...ولكن...أسترسلي حديثك عن الحديقة ، صفيها لي لأخر مرة، رجاءا.

=
حبيبي الحديقة أظلمت ...والشمس تغيب مبكرة في أول النهار...هي على موعد في الجانب الأخر....أراها تسافر بلا عودة،..والآزهار تذبل وتصرخ وتنعيها.
بئر الحديقة يجف يشتكي نقص الأوكسجين به.والماء........أختفت الألوان كلها ، لم يبقى إلا اللون الرمادي، الأشجار أقتلعت من جذورها وأصبحت الحديقة خاوية تماما من كل حي، ما بقي فيها إلا كراسي جلستنا فقط...وجسدين أحدهما رحل...والأخر يحتضر.
هذا الموقف الوحيد الذي تخليت عني فيه...............وأعلم كل العلم أن الأمر ليس بيدك.
أني شممت رائحة الموت كما قلت لي يا فارسي.......وسكتت أنفاسك العطرة، ...لن أنساك أبدا ما حييت...............وسأرعى أزهار البنفسج حتى أخر لحظات عمري

*********************** 
زرقاء اليمامة المصرية